بسم الله الرحمن الرحيم
ياسادة يا كرام,,,
كان لأبي جعفر النميري سيف لا فرق بينه وبين عصا من جريد؛ لم يسن على مسن من حجر طوال ملكية الرجل له.
وكان أبو جعفر يتباهى بالسيف ويخرج من بيته رافعا إياه صائحا: "هذا لعاب المنية وقاطع الرقاب، ومدل الرؤوس ولا مهرب لمخلوق من شفرته".
وفي يوم كان أبو جعفر يقف أمام بيته وهو يرفع سيفه مرددا نفس كلامه،
فإذا بحس في داره. تيقن الرجل أن لصا في داره يجمع الأشياء ويكوم الحاجيات.
انتفض السيف في يد أبى جعفر وصرخ بأعلى صوته:
"أيها المغتر بنا، المجترئ علينا فبئس والله ما اخترت لنفسك، خير قليل وسيف صقيل، ومصير مجهول،
ألا تعرف أنه لعاب المنية؟ أخرج بالعفو عنك قبل أن ادخل بالعقوبة عليك".
وكلما سمع أبو جعفر كركبة الأشياء كركبت بطنه، وخاف أن يفاجئه اللص بشج رأسه، أو طعنه في خاصرته.
ثم فتح أبو جعفر الباب بعد تردد فإذا كلب يعبث و قد خرج من الدار، عند ذلك طوح أبو جعفر سيفه في الفضاء وقال بصوت يمتلئ باليقين:
"الحمد لله الذي مسخك كلبا أيها اللص! وكفانا شر القتال".
__________________